كتاب الله ثلمة١ يسدها من بعدهم، وخرقا يرفوه من يلحق بهم.
رابعا: أن قراءة ﴿وَالصَّابِئُون﴾ بالواو، لم ينقل عن عائشة أنها أخطأت من يقرأ بها، ولم ينقل أنها كانت تقرأ بالياء دون الواو، فلا يعقل أن تكون خطأت من كتب بالواو"٢.
وقد اتفق القراء العشرة على قراءة ﴿وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ﴾ بالياء وعلى قراءة ﴿وَالصَّابِئُون﴾ بالواو، موافقة للرسم في كل منهما، وبذلك يكون قد تحقق في هاتين الكلمتين أركان القراءة الصحيحة وهي: التواتر، وموافقة الرسم العثماني، وموافقة وجه من وجوه اللغة العربية، فلا وجه للاعتراض عليهما، ولا يقبل أي أثر يخالف ذلك.
وأيا كان تأويل هذه الآثار، فإن هذا لا يطعن في صحة وسلامة هذا العمل الجليل الذي قام به الصحابة -رضي الله عنهم- حيال كتاب الله تعالى، وأجمعت عليه الأمة، تحقيقا لوعد الله تعالى في قوله -جل شأنه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون﴾.
٢ مناهل العرفان "١/ ٣٨٦-٣٨٧" وانظر: كتاب المصاحف "١/ ٢٤٠".