أدلة المذاهب:
أدلة المذهب الأول:
استدل الجمهور على صحة مذهبهم، وهو: أن الرسم العثماني توقيفي لا يجوز تغييره بالأدلة الآتية:
أولا: لقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- حريصا -كل الحرص- على توثيق النص القرآني من جهتين:
الجهة الأولى: الحفظ:
فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يحفظ كل ما ينزل عليه من الوحي، ثم يقرئ أصحابه بما حفظ، ويأمرهم بحفظه.
الجهة الثانية: الكتابة:
وقد بينا -فيما سبق- أنه -صلى الله عليه وسلم- كان له كُتَّاب يكتبون له الوحي، ثم يراجعهم فيما كتبوا، حتى إذا وجد خطأ أمرهم بإصلاحه.
عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: "كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله علي وسلم وهو يملي علي، فإذا فرغت قال -صلى الله عليه وسلم-: "اقرأ" فأقرؤه، فإذا كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس"١.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان، وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا أنزل عليه شيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: "ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا"، وإذا نزلت عليه الآية يقول: "ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا" ٢.
ولم يلحق الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالرفيق الأعلى إلا والقرآن كله مكتوب على هذه
٢ رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن.