ولا يفهم ما يقولون، فإذا أمسك بالمصحف قرأ قراءة صحيحة، وما ذلك إلا لأن هذا الرسم قد استقر في أذهانهم بهذا الطابع المميز.
أدلة المذهب الثالث:
سبق أن قلنا: إن أصحاب هذا المذهب يرون أن يكون هناك خطآن للمصحف الشريف: أحدهما للخاصة حسب الرسم العثماني، وآخر للعامة حسب الاصطلاح الحديث.
وأهم ما تمسك به أصحاب هذا المذهب: هو حماية القرآن الكريم من تحريف الجهال وخطئهم في تلاوته، وفي ذلك مصلحة عامة تتفق مع قواعد الشرع ومقاصده.
وقد نص على ذلك الزركشي نقلا عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام فقال: "قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: لا تجوز كتابة المصحف على الرسوم الأولى باصطلاح الأئمة، لئلا يوقع في تغيير الجهال، ولكن لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه، لئلا يؤدي إلى دروس العلم، وشيء أحكمته القدماء لا يترك مراعاة لجهل الجاهلين، ولن تخلو الأرض من قائم لله بالحجة"١ وقد تقدم في الرد على الدليل الثالث لأصحاب المذهب الثاني ما يرد على هذا الدليل.
يضاف إلى ذلك: أن هذه الدعوة تفتح مجالا للشك في القرآن الكريم، حيث يكون هناك رسمان متمايزان، فأيهما الصواب وأيهما الخطأ؟!
وفي هذا من المفاسد ما فيه.
وصفوة القول:
إن رسم المصحف بالطريقة التي كتب عليها أيام الخليفة الثالث "عثمان بن عفان" -رضي الله عنه- توقيفي، ثبت ذلك بإقرار الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكُتَّاب