وعلى هذا التقسيم جرى عمل المشارقة.
أما المغاربة: فلهم تقسيم آخر يختلف عن التقسيم السابق باجتهاد منهم ولأغراض أخرى.
وبجانب ذلك قام فريق من العلماء بوضع علامات للوقف والوصل، إعانة للقارئ على فهم آيات القرآن الكريم وتدبر معانيه، فالوقف على ما تم معناه، ووصل ما لم يتم معناه له أثر كبير في الفهم والتدبر.
كما وضعت علامات جانبية للدلالة على الكلمات التي يسجد عندها القارئ والسامع، مع وضع خط أفقي فوق الكلمة التي هي موضع السجود.
وقد اختلف العلماء في أول من قام بهذا العمل، من تقسيم المصحف وتوابعه:
فقيل: إن الذي أمر به هو: المأمون العباسي المتوفى سنة ٢١٨هـ.
وقيل: إن الذي أمر به هو: الحجاج بن يوسف الثقفي -أيضا- باجتهاد من العلماء في هذا التقسيم، ولذلك نجد ابتداء الربع أو الحزب في وسط بعض القصص، أو الأحكام المتعلق بعضها ببعض، مثل قوله تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ﴾ بسورة النساء، فإن هذه الآية متممة للمحرمات من النساء في قوله تعالى -قبلها- ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ﴾ ومعناه: أن الله تعالى حرم التزوج بالمحصنة، وهي المتزوجة -في هذا المقام- وهذا هو الدليل على أن المرأة لا تتزوج بأكثر من واحد في وقت واحد.
وقد يسرت الطباعة الحديثة نشر ما لا يحصى من المصاحف، بعد أن كانت تنسخ بخط اليد.
وكان أول مصحف يطبع هو المصحف الذي أشرف على طبعه "هنكلمان" في مدينة هامبورج بألمانيا سنة ١١٠٦هـ ١٦٩٤م تقريبا، وتوجد منه نسخة في دار الكتب المصرية تحت رقم "١٧٦مصاحف" ونسخة أخرى في مكتبة جامعة القاهرة١.