الحديث أخرجه الإمام أحمد في مواضع من مسنده منها ص١٩٦ من هذا الجزء وص٢١٥ و٢٥٢، وأخرجه البخاري ج٨ ص٤٥٦ وبين أن قوله: "هنيئا مريئا" من قول عكرمة، ومسلم ج١٢ ص١٤٣ عنده أصل الحديث وليس عنده نزول الآية، والترمذي ج٤ ص١٨٥، وابن جرير ج٢٦ ص٦٩، وابن حبان كما في موارد الظمآن ص٤٣٦، والحاكم ج٢ ص٤٥٩ وقال صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي وفيه ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ قال: فتح خيبر.
قوله تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ﴾ الآية ٢٤.
البخاري ج٦ ص٢٥٧ حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه، قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين" فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل١ حل فألحت فقالوا خلأت القصواء فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "ما خلأت القصواء وما ذلك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل"، ثم قال: "والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها" ثم زجرها فوثبت، قال فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه٢ الناس تبرضا، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه، وشكى إلى

١ كلمة تقال للناقة إذا تركت السير.
٢ التبرض هو الأخذ قليلا قليلا كذا في الفتح.


الصفحة التالية
Icon