﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ وكيف لا يكون له أن يغل وله أن يقتل قال الله ﴿وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ﴾ ولكن المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شيء فأنزل الله عز وجل ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ الحديث أخرجه الطبراني في الصغير ج٢ ص١٥.
والواحدي في أسباب النزول ص٨٤ والخطيب في تاريخ بغداد ج١ ص٣٧٢.
الحديث رجاله ثقات إلا شيخ الطبراني فلم أجد له ترجمة إلا في تارخ بغداد ج١ ص٣٧٢ قال الخطيب روى عنه أبو القاسم الطبراني ثم لم يذكر الخطيب فيه جرحا ولا تعديلا.
وقد أخرج أبو داود والترمذي نحوه ولكنه من طريق خصيف بن عبد الرحمن قال الحافظ في تخريج الكشاف أعله ابن عدي بن خصيف. ا. هـ.
قال أبو عبد الرحمن خصيف ضعفه الأكثرون وقد اضطرب في هذا الحديث فتارة يرسله وتارة يوصله وتارة يقول عن مقسم وتارة يقول عن عكرمة وتارة يقول عن عكرمة أو غيره. راجع تفسير ابن جرير ج٤ ص١٥٥.
ثم وجدت له طريقا صالحا للحجية قال الإمام البزار رحمه الله كما في كشف الأستار ج٣ ص٤٣ حدثنا محمد بن عبد الرحيم ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا هارون القارئ عن الزبير بن الخريت عن عكرمة عن ابن عباس ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ﴾ ما كان لنبي أن يتهمه أصحابه. ا. هـ. هارون هو ابن موسى الأزدي العتكي مولاهم أبو عبد الله ويقال أبو إسحاق النحوي البصري الأعور صاحب القراءات وثقه ابن معين وغيره كما في تهذيب التهذيب.
وهذا الأثر وإن لم يكن فيه سبب نزول فإنه يؤيد ما تقدم من سبب النزول عن ابن عباس والله أعلم.