وجبت ثم تركتم لضللتم، اسكتوا عني ما سكت عنكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم"، فأنزل الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ إلى آخر الآية.
وأخرج الطبراني من حديث أبي أمامة نحوه وقال الهيثمي في المجمع ج٣ ص٢٠٤ إسناده حسن جيد.
فهذه ثلاثة أسباب لأن الأول وهو عبد الله بن حذافة لم يسأل استهزاء لكن قال الحافظ في الفتح ج٩ ص٣٥١: لا مانع أن يكون الجمع سبب نزولها والله أعلم. وقال ص٣٥٢: والحاصل أنها نزلت بسبب كثرة المسائل، إما على سبيل الاستهزاء والامتحان، وإما على سبيل التعنت عن الشيء الذي لو لم يسأل عنه لكان على الإباحة ا. هـ.
قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ﴾ الآية إلى قوله ﴿وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ من آية ١٠٦-١٠٨.
البخاري ج٦ ص٣٣٩ وقال لي علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن أبي القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا جاما١ من فضة مخوصا من ذهب فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم وجدوا الجام بمكة فقالوا: ابتعناه من تميم وعدي فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما وأن الجام لصاحبهم