وَقَدْ تَرِدُ صُورَةُ النِّدَاءِ لِغَيْرِهِ مَجَازًا كَالْإِغْرَاءِ وَالتَّحْذِيرِ وَقَدِ اجْتَمَعَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ والاختصاص كقوله: ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ والتنبيه كقوله: ﴿أَلاَّ يَسْجُدُوا﴾ والتعجب كقوله: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾
والتحسر كقوله: ﴿لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً﴾
قَاعِدَةٌ
أَصْلُ النِّدَاءِ بِ"يَا"أَنْ تَكُونَ لِلْبَعِيدِ حَقِيقَةً أَوْ حُكْمًا وَقَدْ يُنَادَى بِهَا الْقَرِيبُ لِنُكَتٍ:
مِنْهَا إِظْهَارُ الْحِرْصِ فِي وُقُوعِهِ عَلَى إِقْبَالِ الْمَدْعُوِّ نَحْوُ: ﴿يَا مُوسَى أَقْبِلْ﴾
وَمِنْهَا كَوْنُ الْخِطَابِ الْمَتْلُوِّ مُعْتَنًى بِهِ نَحْوُ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾
وَمِنْهَا قَصْدُ تَعْظِيمِ شَأْنِ الْمَدْعُوِّ نَحْوُ: ﴿يَا رَبِّ﴾ وَقَدْ قَالَ تعالى: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾
وَمِنْهَا قَصْدُ انْحِطَاطِهِ كَقَوْلِ فِرْعَوْنُ: ﴿إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً﴾