قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ وقال: ﴿وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالأِنْجِيلَ﴾ لِأَنَّ الْكِتَابَ أُنْزِلَ مُنَجَّمًا فَنَاسَبَ الْإِتْيَانَ بِ "نَزَّلَ" الدَّالُّ عَلَى التَّكْرِيرِ بِخِلَافِهِمَا؛ فَإِنَّهُمَا أُنْزِلَا دَفْعَةً
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ﴾ وفي الإسراء ﴿خَشْيَةَ إِمْلاقٍ﴾ لِأَنَّ الْأُولَى خِطَابٌ لِلْفُقَرَاءِ الْمُقِلِّينَ أَيْ لَا تَقْتُلُوهُمْ مِنْ فَقْرٍ بِكُمْ؛ فَحَسُنَ ﴿نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ﴾ مَا يَزُولُ بِهِ إِمْلَاقُكُمْ ثُمَّ قَالَ: "وَإِيَّاهُمْ" أَيْ نَرْزُقُكُمْ جَمِيعًا وَالثَّانِيَةَ خِطَابٌ لِلْأَغْنِيَاءِ أَيْ خَشْيَةَ فَقْرٍ يَحْصُلُ لَكُمْ بِسَبَبِهِمْ وَلِذَا حَسُنَ ﴿نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ﴾
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ ؛ وَفِي فُصِّلَتْ ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ قَالَ ابْنُ جُمَاعَةَ: لِأَنَّ آيَةَ الْأَعْرَافِ نَزَلَتْ أَوَّلًا؛ وَآيَةُ فُصِّلَتْ نَزَلَتْ ثَانِيًا؛ فَحَسُنَ التَّعْرِيفُ؛ أَيْ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ أَوَّلًا عِنْدَ نُزُوغِ الشَّيْطَانِ
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ وَقَالَ فِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ وَفِي الْكُفَّارِ: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ ؛ لِأَنَّ الْمُنَافِقِينَ لَيْسُوا مُتَنَاصِرِينَ عَلَى دِينٍ مُعَيَّنٍ وَشَرِيعَةٍ ظَاهِرَةٍ فَكَانَ بَعْضُهُمْ يَهُودًا وَبَعْضُهُمْ مُشْرِكِينَ فَقَالَ: ﴿مِنْ بَعْضٍ﴾ أَيْ فِي الشَّكِّ وَالنِّفَاقِ وَالْمُؤْمِنُونَ مُتَنَاصِرُونَ عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ وَكَذَلِكَ الْكُفَّارُ