وهو مكتفٍ بحفظ القرآن في صحف مفرَّقة، واستذكار الصحابة له، وأن أي إجراء بعد هذا -في رأي زيد- يعتبر مخالفة لما مات عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
٦- فقه عمر لمعنى الاتباع، وأنه واجب إذا استمر الحال على ما كان عليه. فإذا وجد المقتضى لتعديل شيء وانتفى المانع؛ كان التعديل هو رُوح الاتباع.
٧- اقتنع زيد واتفق الثلاثة على وضع الخطة لجمع القرآن، وأصدر الخليفة أمره إلى قوي أمين له خبرة فيما يناط به.
٨- أدرك زيد خطر المهمة التي نيطت به، ونفذ بجدارة وأمانة، وجمع القرآن من أهله، وروى ما صادفه في جمعه للآيتين من آخر سورة التوبة، مما يؤكد أمانته الكاملة.
٩- جمع زيد القرآن في مصحف واحد، ووضعه في أوثق يد، يد الحاكم المسئول عن رعيته، وكان المصحف يتحول إلى الحاكم الآخر، وظل كذلك ثلاثة عشر عامًا، وتلك المدة تؤكد إقرار المسلمين لما جمعه زيد في المصحف الموجود عند أبي بكر وعمر وحفصة أم المؤمنين وبنت عمر رضي الله عنهما.
١٠- كان يعاون زيد في جمعه للقرآن خيرة الصحابة؛ من أمثال: سالم مولى حذيفة، وعمر بن الخطاب. وكان لا يكتب إلا إذا شهد عدلان أن ما يكتبه كُتب في حضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقر كتابته. أما الآيتان من آخر التوبة، فإن من وجدتا عنده كانت شهادته بشهادة رجلين عدلين، كما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ولما جاء عمر بما نزل في رجم الزاني لم يدونه زيد؛ لأنه جاء به شاهد واحد.
أما الجمع الثالث، فكان في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه. قال