ومنها: نظمه العجيب الذي يخالف الكلام المعهود من شعر ونظم ونثر، وليس له مثال سابق، وسلامته من العيوب، وفصاحة ألفاظه، وصحة معانيه، واستمرار ذلك في كل آياته..
ومما يمتاز به القرآن: الرباط القائم بين اللفظ والمعنى؛ من حيث: اللفظ ومدلوله لغة، وجرس اللفظ، ومعناه..
ففي الإكراه على الشيء يستخدم ألفاظًا تدل على النفرة: ﴿أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾..
وهكذا يستعمل في كل معنى ما يناسبه من الألفاظ: ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ﴾ ﴿اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ﴾ ﴿تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى﴾..
وعلى حسب علمنا يظهر الإعجاز في موضع، ويدق إدراكه في آخر..
ومن وجوه إعجازه: تأثيره في القلوب والأسماع، وعدم الملل من تلاوته مهما ترددت تلاوته، وإيجاز لفظه، وكثرة ما تضمه من العلوم والمعاني والمعارف..
وأقل ما يقع به الإعجاز مقدار أصغر سورة منه، وكلام الله في غيره من الكتب السماوية لا يعد معجزًا إلا من حيث ما تضمنه... وما حكاه الله عن البشر.. ترجمة لمعنى ما قالوا، وليس بنقل لألفاظهم..
والحق أن وجوه الإعجاز في القرآن تُوصف ولا تحدد، فمن حيث نظر الناظر إليه رأى وجوهًا من الإعجاز واضحة فيما يتوقع النظر إليه وفيه:
كالبدر من حيث التفت رأيته... يهدي إلى عينيك نورًا ثاقبا
كالشمس في كبد السماء وضوؤها... يغشى البلاد مشارقًا ومغاربا


الصفحة التالية
Icon