وقد تخرج إلى الماضي لاستحضار صورته التي وقعت: ﴿وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ... ﴾ الآية.
وقد تكون للأزمنة الثلاثة لبيان أن الحال لم يتغير عما هو عليه؛ نحو: ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى﴾.
وتختص "إذا" بالدخول على كثير الوقوع والمتيقن والمظنون وتفيد العموم بخلاف "إن"، فتدخل على نادر الموضوع والمشكوك الموهوم.. ولا تفيد إلا مجرد الربط، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا﴾ إلى قوله: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾.
فلتَكْرَار الوضوء وندرة الجنابة، استخدم "إذا" و"إن".. وما خرج عن ذلك فيلتمس له مخرجًا مثل: ﴿وَلَئِنْ مُتُّمْ﴾ ؛ وذلك لغفلة الناس عنه. فإذا وقع الموت فزعوا كالذي يندر وقوعه.
وتختص "إذا" أيضًا بأن المشروط بها إن كان عدمًا وقع الجزاء في الحال متصلًا بها، بخلاف المشروط بـ"إن"، فلا يقع الجزاء إلا بعد اليأس من وجوده.
- "إذن":
ومعناها الجواب والجزاء.. وإذا كان بعدها "اللام" كانت جوابًا لـ"لو"؛ نحو: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ﴾ والتقدير: لو كان معه من إله إذن لذهب.
- "أف":
اسم فعل ماضٍ أو مضارع أو أمر. ومعناها: الضجر أو بئس أو شيئًا قذرًا.