الجمع للاكتفاء بواحد؛ ومثاله: ﴿أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ﴾ عند مَن جعل الخيرة للإمام.
وللتفصيل بعد الإجمال لمزيد الإيضاح: ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾ بعد قوله: ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ﴾.
والإضراب للفت النظر: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ ولمطلق الجمع كالواو؛ لبيان أن أي شيء يتحقق فهو مفيد: ﴿لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾.
وبمعنى "إلا" الاستثنائية.. أو "إلى" الغائية؛ كما في قوله تعالى: ﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً﴾. والفرق بينهما أن التي بمعنى الغاية تقدر بمعنى "إلى"، ويكون المضارع منصوبًا بـ"أن" مضمرة فيها، ويستمر العمل بالفعل حتى تتحقق الغاية، بخلاف التي بمعنى "إلا"؛ فقد لا يقع الفعل إن حصل المطلوب.
فمثلًا قول الشاعر:

وكنت إذا غمست فتاة قوم كسرت كعوبها أو تستقيم
فإن كانت بمعنى الغاية؛ فالكسر مستمر إلى أن تتحقق الاستقامة وإن كانت بمعنى "إلا"، فقد لا يقع الكسر إن تحققت الاستقامة من أول الأمر.
وإذا وقعت "أو" بعد النهي وجب اجتناب الكل؛ لأنها في تلك الحالة نقيضة "أو" الإباحية: ﴿وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾.
والأصل في "أو" أنها لعدم التشريك نقيض الواو؛ ولذا يعود الضمير في "أو" على واحد من قسميها؛ نحو: اضرب زيدًا أو عمرًا، فإن ضربته


الصفحة التالية
Icon