وللقرب: ﴿قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ﴾.
وإذا وردت خبرًا أفردت.. وإن وردت استفهامًا جمعت، ومعناها أخبرتم: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾.
قيل: كل "عسى" في القرآن واجبة الوقوع.
ولها جانبان: ما يتعلق بالله، وسبيله القطع، وما يتعلق بالعباد، وسبيله الظن.
من أجل ذلك هي من الله للقطع، ومن العباد للرجاء حتى لا يفارقهم الخوف.
وهل "عسى" فعل ماضٍ في اللفظ والمعنى، أو هى ماضٍ في اللفظ، مستقبل في المعنى؟ وقيل: بكل.
- "عند":
ظرف مكان، تستعمل في الحضور والقرب حسيين: ﴿فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ﴾، ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾.. أو معنويين: ﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ﴾، ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾.
ويساويها في الحضور والقرب "لدى" و"لدن"؛ قال تعالى: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾، ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾.
وتختص "لدن" بأنها لا تقع إلا في ابتداء الغاية، ولا تكون فضلة يُستغنى عنها، ولم تقع في القرآن إلا مجرورة بـ"من".
و"لدن" أخص من "عند" وأبلغ؛ لأنها تدل على ابتداء نهاية الفعل.
وتختص "عند" بأنها تكون ظرفًا للأعيان والمعاني، وتستعمل للحاضر والغائب.


الصفحة التالية
Icon