وقال تعالى: ﴿لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾ إذ الألف يمد الصوت بها، فكانت أوسع من "لن".
وقد ترد للدعاء: ﴿فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ﴾.
- "لو":
حرف شرط في المعنى، يصرف المضارع إليه بعكس "إن" الشرطية، فإنها تجعل الماضي مستقبلًا.
واختلف في إفادتها الإقناع، وكيفية إفادتها إياه على أقوال:
أحدهما: أنها لا تفيده بوجه ولا تدل على امتناع الشرط ولا امتناع الجواب؛ بل هي لمجرد ربط الجواب بالشرط، دالة على التعليق في الماضي.
ثانيًا: أنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره في الماضي، والمتوقع لم يقع.
ثالثًا: أنها حرف يدل على امتناع الجواب لامتناع الشرط.
واعترض بأن هذا -وإن صح في بعض الأمثلة- لم يصح إجراؤه في قول الله: ﴿وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا﴾ فإنه يدل على امتناع توليهم لامتناع أسماعهم. وإذا كان كذلك فامتناع التولي في حال الإسماع من باب أولى.
رابعًا: حرف يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه من غير تعرض لنفي التالي.
والصواب: أن "لو" حرف وُضع للملازمة بين أمرين، فالأول ملزوم والثاني لازم.. وكل منهما إما مثبت وإما منفي، فصارت الأقسام أربعة.
فمثال المثبتين: ﴿لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ﴾.


الصفحة التالية
Icon