وللتعليل: ﴿يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ﴾. وسر العدول إليها أنها اختصار لأصل ما يُعلل به وهو: "من أجل".
وللفصل بين الضدين: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ﴾.
وللبدل لإرادة أن المستبدل أقل بكثير من المستبدل به: ﴿أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ﴾، فالدنيا المستبدلة قليلة بالنسبة للآخرة المستبدلة بها..
وللتنصيص على استغراق كل الأفراد؛ حتى لا يخرج فرد واحد من هذا العموم الشامل؛ كما في قوله: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ﴾ ؛ إذ لو قال: "وما إله الله" لكان أقل في التوكيد، ولا يحتج بكلمة التوحيد للفرق بين المنفي "بما" والمنفي "بلا" وهو الاستمرار.
وترد بمعنى "الباء": ﴿يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾. وعدل إليها لبيان حرصهم على التستر حتى لا يفضحوا.
وترد للاستعلاء لإرادة تمام العلو والتمكن: ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ﴾. وعدل إليها؛ كأن الله جرده منهم ثم مكنه من رقابهم.
وترد للظرف؛ كما في قوله: ﴿إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ﴾. وعدل إليها لأن صلاة الجمعة بعض من اليوم يستغرق أداؤها جزءًا منه.
وترد للمجاوزة: ﴿قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا﴾. وعدل إليها لأنه ابتداء غفلتهم، فأول ما غفلوا غفلتهم عن المسئولية والجزاء عليها؛ إذ لو تنبهوا لذلك وتيقظوا لبرئوا من الهول ونجوا منه.
وترد بمعنى "عند": ﴿لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾. وسر العدول إليها أن الجزاء منه وحده.


الصفحة التالية
Icon