والتقدير عند هذا المخطئ: عليه الطواف، بالنصب على الإغراء، وضعف هذا أن الإغراء بضمير الغائب نادر، أما بضمير الخطاب كثير؛ نحو: ﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾.
ومن المستحسن أن تستوفي كل الوجوه المحتملة إن دعت إليها الحاجة؛ فتقول: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾.. يجوز في "الأعلى" أن يكون صفة منصوبًا، وأن يكون مجرورًا صفة لربك، والأول صفة لاسم.
وعلى المعرِب أن يراعي في كل تركيب ما يشاكله؛ فمثلًا: يقف على "لا ريب" من قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ﴾ ويبتدئ بقوله: ﴿فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾.
ويعتبر ذلك مبتدأ وخبرًا، والتركيب الآخر يأباه؛ كما في قوله من سورة السجدة: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
ويترجح وجه على وجه إن أيد بقراءة؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ﴾.. قدر بعضهم: ولكن ذا البر، وقدره آخر: ولكن البر بر مَن آمن.
ويؤيد الأول قراءة: "ولكن البار بر من آمن".
ويجوز أن تتعدد الاحتمالات مع تأييد كل احتمال، فيتغير المعرَب أي واحد منها؛ قال تعالى: ﴿فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوَىً، قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ﴾.
يحتمل أن يراد بالموعد المصدر، ويؤيده: ﴿لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ﴾.. ويحتمل أن يراد به اسم المكان، ويؤيده: ﴿مَكَانًا سُوَىً﴾.. ويحتمل أن يراد به اسم الزمان، ويؤيده: ﴿يَوْمُ الزِّينَةِ﴾.
ومما يجب على المعرِب مراعاته ملاحظة الرسم حتى لا يصل منفصلًا ولا يفصل متصلًا.