وَيُمِيتُ} أي: يفعل الإحياء والإماتة.. ومنه قوله: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي﴾..
فالمقصود فعل السقاية للإبل، والذود أي: سقاية الغنم.. وحذف المفعول لأن الفعل نزل كاللازم، والمفعول غير مقصود..
والذي لم يفهم هذا يقدر: يسقون إبلهم، وتذودان غنمهما، ولا نسقي الغنم مع الإبل..
وقد يكون اللفظ منبئًا عن المحذوف؛ نحو: ﴿أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا﴾ أي: بعثه الله..
وقد يحتمل اللفظ الحذف وعدمه؛ نحو: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ﴾ من جعل الدعاء نداء فلا حذف.. ومن جعله التسمية قدر محذوفًا..
شروط الحذف:
١- وجود دليل يدل على المحذوف؛ حالي نحو: ﴿قَالُوا سَلَامًا﴾ فنصب المفعول المطلق يدل على محذوف هو الفعل، وتقديره: نسلم سلامًا.. أو وجود دليل مقالي صرح به نحو: ﴿مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا﴾ أي: أنزل ربنا خيرًا..
ومن الأدلة على الحذف العقل؛ حيث يستحيل حمل الكلام عقلًا إلا بعد تقدير محذوف قد لا يعينه العقل؛ نحو: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ﴾ إذ التحريم والحل لا يقعان إلا على الأفعال، وتعيين المحذوف من الشرع في الراجح، ففي الحديث: "إنما حرم أكلها"..
وقد يعين العقل المحذوف؛ كما في قوله: ﴿أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ أي:


الصفحة التالية
Icon