وهذا الاستعمال في الأصل، فإن خرج عنه ملكته.. ومن ذلك: السبيل والطريق..
فالأول فيه سهولة، وأغلب استعماله في الخير.. والثاني إذا استعمل في الخير وصف أو أضيف..
ومن ذلك: جاء وأتى.. فالإتيان يجيء بسهولة.. وجاء يسند إلى الجواهر والأعيان، وما يراد تجسيده من المعاني..
أما أتى.. فيسند للمعاني والأزمان..
ومن ذلك: مد وأمد.. فأكثر ما يستعمل الثاني في الخير، وأكثر ما يستعمل الأول في الشر..
ومن ذلك: العمل والفعل.. ففي الأول امتداد زمني، وفي الثاني سرعة، قال تعالى: ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ أي: ثابروا على عملها.. وقال: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ﴾ أي: استبقوا إليه بالمسارعة..
ومن ذلك: القعود والجلوس.. فالأول فيه طول مكث، والثاني فيه قصر، قال تعالى: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾ وقال: ﴿تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ﴾..
ومن ذلك: التمام والكمال.. فرق بينهما بأن التمام زوال نقصان الأصل.. والكمال زوال نقصان العوارض بعد تمام الأصل، قال تعالى: ﴿أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾.. وقال: ﴿تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ﴾ لأن العدد قد تم، ووصفه بالكمال لنفي احتمال النقص في صفاتها..