٢٢- الأصل في السؤال أن يطابقه الجواب؛ نحو: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾.. فقد سألوه عن الحكمة مَن خلقها، لا عن أطوار الهلال من النقصان والزيادة كما قيل؛ إذن الأصل المطابقة بين الجواب والسؤال حتى يقوم دليل على خلاف ذلك.
وقد يعدل في الجواب عن مقتضى السؤال بالزيادة أو النقصان أو لتصحيح السؤال.. وأنه يجب أن يكون كذا، أو لإرشاد السائل إلى ما ينبغي أن يسأل عنه فيما يهمه؛ نحو: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى﴾.. لم يُعرِّف لهم الحيض تعريفًا فقهيًّا..
ولما قال فرعون: ﴿وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ ؟ وهذا يسأل به عن الجنس، والله لا جنس له، أجابه موسى بالصفات: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ﴾ وكان فرعون ينتظر أن يجيبه موسى بأنه الله، ولم يفعل لأن الذي يسأل به عن ذوات العقلاء "مَن"؛ ولذا قال فرعون لمن حوله: ﴿أَلا تَسْتَمِعُونَ﴾ يريد: عدم مطابقة الجواب للسؤال..
ومثال ما زاد الجواب فيه عن السؤال قوله: ﴿قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ﴾.. ردًّا على السؤال: ﴿مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾..
ومثال ما نقص اكتفاء بما يذكر: ﴿مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ﴾ لما قالوا له: ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾ فمن يعجز عن التبديل يعجز عن الاختراع من باب أَوْلَى.
وقد يرد الجواب مجملًا إذا ورد السؤال عن مشترك، لم يجدد السائل


الصفحة التالية
Icon