في الأموال الرشد، ومنه قوله: ﴿لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾.
فاللطيف يناسب من لا يدرك بالبصر، والخبير يناسب من يدرك الأبصار.
ومن ذلك: ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ﴾ من سورة السجدة، وختامها بكلمة ﴿يَسْمَعُونَ﴾ لأن الموعظة مسموعة.
فلما قال في نفس السورة: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا﴾ ختمها بـ ﴿يُبْصِرُونَ﴾ لأنه من المرئيات.
وقد تختم الآيات بفواصل متعددة؛ كقوله في سورة النحل: ﴿لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ ﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ ﴿لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾.
وذلك أن مبدأ البحث التفكر، ويليه التعقل والفهم. ثم الانتفاع المشار إليه بالتذكر. وكما قلنا: لكل ختام ما يناسبه.
ففي سورة الأنعام: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ﴾ الآيات، ختمت الأولى بـ ﴿ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ والثانية: ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ والثالثة: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.. لأن ترك الوصايا في الآية الأولى دال على عدم التعقل. وفي الآية الثانية حقوق قولية ومالية، وكل إنسان يحرص عليهما لنفسه، وترك ذلك بالنسبة للغير غفلة يناسبه الدعوة إلى التذكر، وفي الآية الثالثة دعوة إلى شرع الله والبعد عن سبل الشيطان، والمخالفة تعرض إلى سخط الله؛ فناسبه الدعوة إلى التقوى.
ومن ذلك ما جاء في سورة الأنعام: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، وَهُوَ