آل عمران: ﴿وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العالمين﴾ يعني من كفر بالحجِّ فجحد به من أهل الكتاب وأهل الأَديان، فلم ير الحج واجبا ﴿فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العالمين﴾ يعني أهل الكتاب وغيرهم.
الوجه الثالث: الكفر يعني كفر النعمة
وذلك قوله في البقرة: ﴿واشكروا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ﴾ ولا تكفروا نعمتي. وقال في النَّمل: ﴿أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ﴾ يعني أم أكفر النِّعمة. وفي لقمان: ﴿وَمَن كَفَرَ﴾ يعني كفر النِّعمة. وقال فرعون: ﴿وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ التي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الكافرين﴾ يعني الكافرين بنعمتي، إِذ ربيتك صغيرا وأحسنت إِليك. ونحوه كثير.
الوجه الرابع: الكفر يعني البراءة
وذلك قوله في الممتحنة: ﴿كَفَرْنَا بِكُمْ﴾ يعني تبرّأنا مِنْكُمْ. وقال الحسن: كفرْنا بولايتكم في الدِّين. وفي العنكبوت ﴿يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ﴾ يعني تبرأ بعضكم من بعض. وقال إِبليس: ﴿إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ﴾ يعني تبرّأت. ونحوه كثير.