فالصرف هو رد الشيء عن وجهه، يعني إبعاده عما يكون عليه عادة، وتصريف الأمور هو الانتقال بها من حالة إلى أخرى والابتعاد بها عن الاستقرار. وتصريف الآيات، يعني تبيينها.
نستخلص من هذا أن الذي يدل عليه العنوان:
١- معنى البيان يعني الخروج باللفظ من الغموض إلى الوضوح والانتقال به من حالة إلى أخرى.
٢- تقليب اللفظ والانتقال به من معنى إلى آخر.
نضيف إلى هذا العلاقة الموجودة بين مفهوم التصريف اللاحق بأصل الكلمة في الاشتقاق، والتصريف اللاحق بالمعنى الذي يتغير بتغير الاشتقاق. ففي تفسير "إظهار" مثلا، ورد اللفظ في صورته الفعلية المجردة: "ظهر" والمزيدة "تظهرون" وفي مصادر متعددة "الظهور"، "الإظهار"، "التظاهر"، وفي صورتين اسميتين، "ظاهر"، "ظهري"، ولكل مشتق من هذه المشتقات معناه الخاص. وهذا خلاف ما ذهب إليه صاحب كشف الظنون في تعريفه للوجوه والنظائر.
وقد عقد الزركشي فصلا في كتابه سماه: "معرفة التصريف". عرفه بقوله:

"وهو ما يلحق الكلمة ببنيتها . وفائدة التصريف حصول المعاني المختلفة المتشعبة عن معنى واحد".
ولمزيد من التعريف نعود إلى عبارتي الوجوه والنظائر فتتبع معانيها في كتب اللغة وكتب علوم القرآن بالإضافة إلى الكتب التي عمدت إلى التعريف بالعلوم عموما، مثل كتاب كشف الظنون، وكتاب كشاف اصطلاحات الفنون.


الصفحة التالية
Icon