الوجه الخامس: الفتنة يعني الحرق بالنار
وذلك قوله في السَّماء ذات البروج: ﴿إِنَّ الذين فَتَنُواْ المؤمنين والمؤمنات﴾ يعني أحرقوا المؤمنين والمؤمنات في الدُّنيا. وقال في الذَّاريات: ﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النار يُفْتَنُونَ﴾ يعني بالنَّار، يحرقون بها، يعذبون في الآخرة، ﴿ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ﴾ يعني ذوقوا حريقكم.
الوجه السادس: الفتنة يعني القتل
وذلك قوله في سورة النِّساء: ﴿إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الذين كفروا﴾ يقول: أن يقتلكم الَّذين كفروا. وكقوله في يونس: ﴿على خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ﴾ أَي أن يقتلهم.
الوجه السابع: الفتنة يعني الصدود
وذلك قوله في المائدة: ﴿واحذرهم أَن يَفْتِنُوكَ﴾ يعني أن يَصدُّوك ﴿عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ الله إِلَيْكَ﴾ وقال في بني إِسرائيل ﴿وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ﴾ يعني يصدُّونك ﴿عَنِ الذي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ﴾.
الوجه الثامن: الفتنة يعني الضلالة
وذلك قوله في سورة الصَّافات: ﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ﴾ يعني ما أنتم عليه بمضلِّين، ﴿إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجحيم﴾ من قدر له أن يصلى الجحيم.