قال: ﴿كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ﴾، لأَنّ النَّصارى إِنَّما تنصَّروا بعدما رفع عيسى، وليس بعد موته. وقال في سورة آل عمران: ﴿ياعيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ﴾ يعني قابضك من بني إِسرائيل ورافعك إِلى السماء، فقد فعل.
الوجه الثالث: التوفي يعني فيض الأرواح
وهو الموت بعينه، وذلك قوله في سورة المؤمن: ﴿فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ﴾ يعني نميتك ﴿فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾. وقال في تنزيل السجدة: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الموت الذي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ يعني يقبض أرواحكم ملك الموت الَّذِي وكل بكم، ﴿ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾. وقال في سورة النَّحل: ﴿الذين تَتَوَفَّاهُمُ الملائكة﴾ يعني يقبض أرواحهم ملك الموت، ﴿طَيِّبِينَ﴾. وقال: ﴿الذين تَتَوَفَّاهُمُ الملائكة ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾.