مقدمة:
لئن وصفنا عصرنا هذا بعصر الاستقصاء ما كنا بعيدين عن الصواب. فقد قام الباحثون المعاصرون باستقصاء الكلمات والجذور الواردة في المعاجم العربية الضخمة ذات المجلدات المتعددة كلسان العرب وتاج العروس. وقد ساعدهم على ذلك الحواسيب التي تستطيع أن تنجز في بضع ثوانٍ ما لا يستطيع فريق من الباحثين إنجازه في أيام بل في شهور. لقد صممت الآن برامج حاسوبية لاستقصاء مفردات القرآن الكريم، وموضوعاته؛ وبإمكان القارئ أن يستعرض - بلمسة زرٍّ - جميع المواضع التي وردت فيها كلمة ما، أو جميع الآيات التي تعالج موضوعاً ما.
لقد بدأ عصر الاستقصاء في مجال القرآن الكريم عام ١٩٣٩م عند ما قدّم محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله كتابه الشهير» المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم «إلى دار الكتب المصرية بالقاهرة لتقوم بطبعه ونشره على نفقتها، وذلك قبل بدء عصر الحاسوب بمدة. ولا شكَّ أن هذا الكتاب المفيد ساعد - ولا يزال يساعد - الباحثين والقرَّاء في استقصاء المسائل اللغوية، غير أنه لا يسعف من أراد استقصاء مسألة من المسائل النحوية، نحو الآيات التي وردت فيها» إن «الشرطية، أو» لَمَّا «الحينية، أو الآيات التي تحتوي على ضمير من الضمائر - مثلاً -، إذ لم يذكر فيه المؤلف حروف المعاني ولا الضمائر.
وقد سدَّ هذا الفراغ المؤلفان الدكتور إسماعيل أحمد عمايرة، والدكتور عبد الحميد مصطفى السيد بكتابهما القيم» معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم «الذي أصدراه عام ١٤٠٧هـ/ ١٩٨٦م.
وفي عام ١٤١٧هـ/ ١٩٩٦م صدر كتاب آخر في الموضوع نفسه وهو» معجم حروف المعاني في القرآن الكريم «لمؤلفه محمد حسن الشريف.