كما يعبر القرآن، عمن بلوغ الرشد والقوة بصيغة: بلغ أو يبلغ أشده، في مثل آيات:
الأنعام ١٥٢، الإسراء ٣٤، يوسف ٢٢، القصص ١٤، غافر ٦٧، الأحقاق ١٥، الكهف ٨٢، الحج ٥.
أما صيغة شديد، فجاءت في القرآن، في نحو أربعين موضعاً، مضافة إلى عذاب الله، وبطشه، وأخذه، وعقابه في الآخرة، أو وصفاً لهذا البطش والأخذ والعذاب، في مقام الزجر والوعي: ﴿إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾.
وجاءت مرة وصفاً للحديد: ﴿فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾ ومرة على لسان لوط إذ قال لقومه في آية هو ٨٠:
﴿لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾.
وعلى لسان سليمتن منذراً متوعداً، في آية النمل ٢١:
﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾.
كما جاءت أربع مرات وصفاً لأولى البأس، والحرس، في آيات: الإسراء ٥، النمل ٣٣، الفتح ١٦، الجن ٨.
كذلك جاءت الشدة، بصيغة أفعل التفصيل ﴿أشد﴾ في نحو خمسة وعشرين موضعاً، مميزاً بالقسوة، والبأس، والتنكيل، والكفر، والعتو، والعذاب، والبطش، والرهبة، والوطء، والعدواة، والخشية، والقوة.
ومعها آية الصافات ١١: ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا﴾.
وجاءت مرة واحدة مميزة بالحب في آية البقرة ١٦٥:
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾.
وغلبة الاستعمال القرآني لمادة الشدة، في موقف الزجر والإرهاب والوعيد،


الصفحة التالية
Icon