السورة مكية متأخرة، فهي الواحدة والثمانون على المشهور في ترتيب النزول نزلت بعد النبأ.
وتبدأ بواو القسم، متلوة بخمس صفات متتابعة في آيات خمس: وقد أفسح حذف الموصوف فيها وإقامة الصفات مقامه، مجالاً واسعاً لتأويلات كثيرة بلغت في بعض كتب التفسير نحو عشرة أقوال.
يطول الخلاف أولاً حول النازعات ما هي، وتتعدد الأقوال فيها ثم يحتكم كل قول منها في توجيه الآيات التي بعدها، مع الرد في كل حالة على بيان وجه التعظيم "للنازعات" بحكم وقوعها بعد واو القسم.
فمن أقوالهم في النازعات:
أنها الملائكة تنزع نفوس بني آدم - عم عبد الله وإبن عباس.
وقيل: هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق - عن الحسن وقتادة وأبي عبيدة.
وقيل: هي النفوس تحن إلى أوطانها وتنزع إلى مذاهبها - عن السدي.
وقيل: هي القسى تنزع بالسهام - عن عطاء وعكرمة.
وقيل: هي الجماعات النازعات بالقسى - عن عطاء أيضاً.
وقيل: هي المنايا تنزع النفوس - عن مجاهد.
وقيل: هي الوحش تنزع إلى الكلأ - حكاه يحي بن سلام.
وقيل: هي خيل الغزاة تنزع في أعنتها - جاء في الكشاف.
وقيل: هي الريح تقلع القوم لشدة هبوبها - جاء في المفردات.
وأشهر هذه الأقوال جميعاً، أنها الملائكة تنزع أرواح بني آدم، وهو أحد أقوال ثلاثة أختارها الزمخشري وأدار الآيات عليها، والقولان الآخران