وحين يكون الخشوع من المؤمنين، فهو في الحياة الدنيا، عن صدق إيمان بالله واليوم الآخر:
(البقرة ٤٥، آل عمران ١٩٩، الأنبياء ٩٠، الإسراء ١٠٩، المؤمنون ٢، الأحزاب ٢٥، الحديد ١٦).
وأسند الخشوع لله، إلى الأصوات (١٠٨ طه) والأرض (٣٩ فصلت) على سبيل المجاز، عن فرط الرهبة والإجلال. ومن ذلك أيضاً آية الحشر ٢١
﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾.
وجاء في موقف الذلة والهوان والخوف، مسنداً إلى الأبصار ٤ مرات، وإلى الوجوه مرة واحدة، يوم الهول الأكبر، في آيات:
المعارج ٤٤: ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾.
القلم ٤٣: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾.
الغاشية ٢: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ﴾.
القمر ٧: ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ﴾.
وآية النازعات: ﴿قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ﴾.
والآيات الخمس مكية، وكلها في موقف القيامة، وأربع منها صريحة الاختصاص بالكافرين، والخامسة - وهو آينة القمر - يرجح السياق أنها كذلك. من ثم نطمئن إلى أن خشوع الأباصر في آية النازعات، هو غض البصر عن ذلة وإنكسار، وشعور بهول الموقف الرهيب الذي يستيقن فيه الكفار من فداحة الذنب وصدق النذير وسوء المصير:
* * *