﴿أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً﴾.
وقرئ ناخرة، كلاهما من النخر بمعنى البلى، لكن نخرة أبلغ من ناخرة. ولعل أصل استعماله اللغوي في النخير: الصوت ينبعث من شيء أجوف، والمنخر الأنف، والناخرة من العظام: المجوفة فيها ثقب. وربما لحظ في الشيء الأجوف أو المثقوب، الهشاشة وسرعة التفتت، فأطلق النخر والناخر على البالي المتفتت، والنخرة من العظام: البالية.
ولم يأت من المادة في القرآن، غير ﴿نَخِرَةً﴾ في آية النازعات.
فسرها الراغب بأنها من قولهم: نخرت الشجرة أي بليت.
والأقرب عندنا أن يفسر بالاستعمال اللغوي، في التفتت والبلى.
والسؤال في: ﴿أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (١٠) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً﴾ يحتمل عند المفسرين أن يكون على وجه التمني، إذ يقولون في موقف الهول: ليتنا نرد في الحافرة ونكون عظاماً نخرة، ولكن يبعد هذا الإحتمال قولهم بعد ذلك: تلك إذن كرة خاسرة. إذ لو كان الاستفهام على وجه التمني، لكانت الكرة في حسابهم رابحة، كالذي في آيتي:
الشعراء ١٠٢: ﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
والزمر ٥٨: ﴿أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾.
فهل الاستفهام هنا على وجه الاستبعاد والاستهزاء كما ذكر "الزمخشري وأبو حيان"؟
الاستهزاء قريب والاستبعاد متبادر في سؤال الكفار للرسل، بآيات:
الإسراء ٤٩: {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا