الخفض والدعة، والمال، واليد البيضاء والروضة الناعمة..... كما يحتمل: الدين، والهدى، والظل والصحة والنوم....
لكن هل يحتمل البيان العالى، كل هذه المعاني المتفاوتة في موضع واحد؟
وهل يسبغ الذوق المصفى، أن تفسر الكلمة بالنعلين، كما تفسر بالرسول - ﷺ -؟
"الإمام الطبري" يميل إلى تخصيصه بنعيم الدنيا، قال: "ثم ليسالنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا، ماذا عملتم فيه، ومن أين وصلتم إليه، وفيم أصبتموه".
واختار "الرزي" إطلاق اللفظ على جميع النعم، قال: والأولى أنه يجب حمله على جميع النعم، وأن تكون الألف واللام فيه للاستغراق.
وخصه "الزمخشري" بنعيم "من عكف على استيفاء اللذات ولم يعض إلا لياكل ويشرب ويقطع أوقاته باللهو والطرب...... فأما من تمتع بنعمة الله وأرزاقه التي لم يخلقها إلا لعباده، وتقوى بها على دراسة العلم والقيام بالعمل، وكان ناهضاً بالشكر، فهو من ذاك بمعزل".
وقال "الراغب": والنعيم النعمة الكثيرة.
وأمام هذا الاختلاف، بل أمام ذلك التفاوت بين تأويل النعيم بالنعلين أو الظل مرة، وجميع النعم على الاستغراق، نلوذ بالقرآن الكريم لنحتكم إليه فيما اختلفوا فيه.
والقرآن استعمل النعمة، والأنعم، والنعماء، والنعيم بملحظ من الدلالة لم يتخلف قط.
فالنعمة تستعمل فيما أنعم الله به على هباده من خير أو هداية في الدنيا.
وقد جاءت بهذا المعنى ٤٩ مرة، مضافة إليه سبحانه وتعالى، أو إلى ضميره


الصفحة التالية
Icon