السورة مكية بلا خلاف، والمشهور أنها الحادية عشرة في ترتيب النزول. نزلت بعد الفجر.....
والمفسرون مجمعون على أن سبب النزول، هو إبطاء الوحي في أوائله على الرسول - ﷺ - حتى شتق ذلك عليه، وقيل فيما قيل: ودع محمداً ربه وقلاه.
ثم اختلفت أقوالهم - بعد عذا الإجماع - فيمن قالها:
ففي رواية أنه رسول الله - ﷺ -، وقد شكا إلى زوجة السيدة خديجة - رضي الله عنها - إنقطاع الوحي وقال: إن ربي ودعني وقلاني. فقالت: كلا والذي بعثك بالحق، ما ابتدأك الله بهذه الكرامة إلا وهو يريد أن يتمها لك، فنزلت الآيات: "مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى".
وفي راوية ثانية، أنها السيدة خديجة، وقد رابها فتور الوحي.....
لكن رواية ثالثة تقول: إن "حمالة الحطب: أم جميلة امرأة أبي لهب" هي التي قالت: يا محمد! ما أرى شيطانك إلا قد تركك.
ورواية رابعة تقول: إن المشركين هم الذين قالوا في شماتة: قد قلاه ربه وودعه.
ولا نقف عندما اختلفوا فيه، فأسباب النزول لا تعدو أ، تكون قرائن مما حول النص، وهي بإعتراف الأقدمين أنفسهم لا تخلو من وهم، والإختلاف فيها قديم، وخلاصة ما انتهى إليه قولهم في أسباب النزول، أنها ما نزلت إلا أيام وقوعه، وليس السبب فيها، بمعنى السببية الحكمية العلية.
* * *