وهو ما لا نقف عنده طويلاً، فلسي تحدث الله جل جلاله عن ذاته بصيغة الجمع، بالأمر الذي يوقف عنده أو يتأول له وسيط ثان يسوى الصنعة اللغوية في العدول عن الواحد إلى الجمع في "نشرح" والشارح هنا هو الله جل جلاله، رب السموات والأرض وما بينهما، وإن أحدنا، معشر العباد، ليتحدث عن نفسه بصيغة الجمع فلا نتكلف وسيطاً ثانياً يسوغ هذا العدول من الواحد إلى الجمع!!
وقيل في ﴿لِكِ﴾ هنا، إنها زيادة يستقل المعنى بدونها!! وفائدة زيادتها "أنها لإيضاح بعد إبهام، كأنه قيل: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾ ففيهم أن ثم مشروحاً، ثم قيل ﴿لِكِ﴾ فأوضح ما علم مبهماً.... وكذلك، في: ﴿لَكَ ذِكْرَكَ﴾ و ﴿عَنْكَ وِزْرَكَ﴾.
ومقتضى هذا التأويل، الوقف عند نشرح - ووضعنا، ورفعنا - لتأتي ﴿لِكِ﴾ بعدها فتوضح الإبهام. ولا نعلم أحداً من القراء قرأها بالوقف، بل الإجماع على قراءتها وصلاً. ثم إن الإيهام فيه - إن جاز القول به - يرتفع حتماً بقوله: ﴿صَدْرِكَ﴾ دون حاجة إلى ﴿لِكِ﴾ وكذلك يتضح الإبهام في الآيات بعدها بكاف الخطاب في ﴿وِزْرَكَ، ذِكْرَكَ﴾.
و"النيسابورى" خانه التعبير، فتأول وضع ﴿لِكِ﴾ هنا بالإقحام، على ما لهذا اللفظ، في الحديث عن القرآن الكريم، من جفوة وغلظ، وعنده أن "فوائد إقحام، لك: الإجمال ثم التفصيل، وإرادة الاختصاص، أو كونه أهم".
والأمر أبسط وأوضح من أن نتعثر في تأويله، فمن مألوف البيان العربي أن يأتي بمثل هذا الأسلوب، لا عن زيادة أو إقحام، أو إرادة الإجمال ثم التفصيل، وإنما للتقرير وتأكيد الاختصاص وتقوية الإيصال. وأظن أن هذا هو ما لمحه الشيخ محمد عبده حين قال: "والإتيان بالجار والمجرور - لك، وعنك -