التوبة ٥٩: ﴿وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾.
القلم ٣٢: ﴿عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ﴾
النساء ١٢٧: ﴿وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾.
التوبة ١٢٠: ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ﴾.
وجاء الرغب مع الرهب في آية الأنبياء ٩٠:
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾.
وجاءت في غير السياق الديني، بمعنى الميل القوي.
والملحظ البياني في قوله تعالى: ﴿وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ هو في تقديم ﴿وَإِلَى رَبِّكَ﴾ على الفعل أرغب، وهو أسلوب بلاغي يفيد القصر والتخصيص، والإمام الطبري يقول: {أجعل رغبتك إلى ربك دون من سواه من خلقه إذا كان هؤلاء المشركون من قومك قد جعلوا رغبتهم في حاجاتهم إلى الآلهة والأنداد".
وقال النيسابورى: "وأرغب إلى ربك في إنجاز المأمول لا إلى غيره، يعطك خير الدارين". وقال الشيخمحمد عبده: "لا ترغب إلى أحد في استثمار أعمالك إلا إلى الله وحده".
والآية ربطت بما قبلها بواو العطف، فلزم أن يكون التخصيص في "وإلى ربك فأرغب" مرتبطاً بما قبله، متصلاً به.
ووصل الآية بما قبلها، هو الذي يطرد به النسق وتتم وحدة السياق في السورة كلها فتتعلق رغبة المصطفى بالله وحده، الذي أفرغ بال رسوله مما كان يشغله من ضيق الصدر، ووضع عنه الوزر الذي أنقض ظهره، وبشره بيسر قريب، على وجه الذي لا شك فيه.


الصفحة التالية
Icon