"وقيل الموحى إليه محذوف، أي أوحى إلى ملائكته المصرفين أن تفعل بالأرض تلك الأفعال، واللام في (لها) للسبب، أي من أجلها ومن حيث
﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ﴾
وبمعنى التسخير في آية النحل ٦٨:
﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا﴾.
على أن أكثر استعمال الوحي في القرآن، فيما يلقيه الله إلى أنبيائه.
وفي آية الزلزلة، ليس الوحي بمعنى الأمر، لأن الأمر يقتضي توجيه الحديث ويعوزه ما للوحي من دلالة السرعة والخفاء، وإنما الوحي يكفى منه إيداع القوة فيها، مما هو أنسب لجو التسخير والمطاوعة المسيطر على الموقف.
وعدى الفعل "أوحى" باللام، وهو ما لفت المفسرين واللغويين، لأن المشهور تعديتها بإلى.
ونرجع إلى القرآن الكريم، فنراه استعمل الفهل إحدى وسبعين مرة:
في مرتين منها، لم يصرح بالموحي إليه:
النجم ٤: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾.
الشورى ٥١: ﴿فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ﴾.
وفي سبع وستين مرة، تعدى الفعل بـ: إلى.
ومرة واحدة تعدى بـ: في، بآية فصلت ١٢:
﴿وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا﴾
وفي آية الزلزلة وحدها تعدى الفعل باللام.
قال أبو حيان: وعدى أوحى باللام، وإن كان المشهور تعديتها بإلى، لمراعاة الفواصل.....


الصفحة التالية
Icon