الذي يحمل دلالة الاستدفاء، وإنما هو الصلى بمعنى الشي والتعذيب باللهب المستعر في الجحيم.
* * *
والشقاء لغة نقيض السعادة. وأصل استعماله في الشدة والعسر، والشاقى من الجبال الحاد الميل الطويل.
وحين تستعمل العربية الشقاء في التعب، فإن ذلك يكون بملحظ من الشدة والعسر، دون أن يترادف الشقاء والتعب، وهو ما نبه إليه "الراغب" بقوله في المفردات: كل شقاوة تعب، وليس كل تعب شقاوة.
ويأتي الشقاء في الاستعمال القرآني خاصاً بمحنة الضلال، إما بصريح اللفظ كما في آيتى:
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ (طه ١٢٣)
﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ﴾ (المؤمنون ١٠٦)
وإما بدلالة السياق كما في الآيتين:
﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (١٠٥) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ﴾ (هود ١٠٥، ١٠٦)
وليس بعيداً من معنى الضلال، عصيان أمر الله، في قوله تعالى خطاباً لآدم وزوجه:
﴿فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى﴾ وآيات مريم:
﴿وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾
﴿وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا﴾.
﴿عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا﴾.
وجاءت صيغة "أشقى" في ثلاث آيات، آية الشمس:
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾.
والإضافىة تقيده بالمضاف إليه، فهو أشقى ثمود وأضلها وأطغاها.
والأشقى، معرفة بأل، في آيتى الأعلى والليل، والسياق فيهما متشابه، وعدم