أو هو فجر ذي الحجة، لقوله تعالى بعده: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ كما في (التبيان) لابن قيم الجوزية.
وهم في ذلك كله متأثرين بفكرتهم في تعظيم المقسم به بهذه الواو، وذلك ما نعرض له بعد تدبر الآيات الداخلة مع الفجر في حيز المقسم به.
* * *
﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾
العشر والعشرة: أول العقود. وللعربية فيه استعمالات مختلفة الصيغ، ترد جميعاً إلى معنى العدد: فالعشر الجزء من عشرة أجزاء، والمعشار القسم منها والنصيب، والعشار الإبل أتى عليها عشرة أشهر من حملها. والعشار من يستحل قبض عشر المال وإنما الفرض فيه ربع العشر. والعشر أن ترد الإبل في اليوم العاشر، والمعشر الجماعة ذات العدد، والعشيرى أهل الرجل يتكثر بهم عدداً. والعشر أخص من العشيرة، فهو المعاشر يكون لعشيره رفيقاً وصاحباً فلا يبقى فراداً واحداً.
وفي القرآن الكريم:
جاء من المادة العشار بمعنى الحوامل من الإبل في آية التكوير:
﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾
وجاء الفعل من المعاشرة في آية النساء: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ كما جاء العشير والعشيرة في آيات (الحج ١٣، والشعراء ٢١٤، والتوبة ٢٤، والمجادلة ٢٢) ومعشر في آيات (الأنعام ١٢٨، ١٣٠، والرحمن ٣٣).
وجاء بدلالته على العدد في ثمانية عشر موضعاً، أحدها بلفظ معشار في آية سبأ ٤٥:
﴿وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ﴾.
ويبدو أن المعشار فيها بدلالة بيانية على مطلق التجزئة والتقليل.
على حين يستعمل العشر بدلالته الرقمية المحددة: الجزء من عشرة، ولم يأت في القرآن بهذه الصيغة.
وجاء العدد: عشرون، مرة واحدة في آية الأنفال: