يكون بالعين والشدق واليد، حركات إلى التحقير والهزء، واللمز يكون باللسان".
وإنما نطمئن إلى أن الهمزة هو الذي يدأب على تحقير الناس والإيغال في تجريحهم من خلف ظهورهم، واللمزة الذي يدأب على مواجتهم بكلمة السوء تحقيراً لهم وغضاً من شأنهم.
* * *
ويصل القرآن الكريم، الكلام عن كل همزة لمزة:
﴿الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ﴾.
قرأ "ابن عامر، وحمزة، والكسائي": ﴿جَمَّعَ﴾ بتشديد الميم. والباقون بفتحها.
وأما ﴿وَعَدَّدَهُ﴾ فلا خلاف بينهم فيه، وهم مجمعون على قراءته بالتشديد إلا ما روى عن قراءة فيها بتخفيف الدال، بإسناد غير ثابت. قال الإمام الطبري: "وهذه قراءة لا أستجيز القراءة بها، لخلافها قراءة الأمصار وخروجها عما عليه الحجة مجمعة ذلك".
وعلى قراءة الجمهور:
قال الإمام الطبري في تفسير الجمع:
"جمع مالاً وحفظه وأحصى عدده ولم ينفقه في سبيل الله ولم يؤد حق الله فيه".
وفرق الفخر الرازي بين القراءتين، فقال: "إن جمع بالتشديد يفيد أنه جمعه من ههنا وههنا، وأنه لم يجمعه في يوم واحد ولا في يومين ولا في شهر ولا في شهرين. وأما جمع بالتخفيف فلا يفيد ذلك......
وقوله تعالى: وعدده، فيه وجوه: أنه مأخوذ من العدة وهي الذخيرة لحوادث الدهر، أو هو من العد والإحصاء. أو - على القراءة بالتخفيف - جمع المال وضبط


الصفحة التالية
Icon