مبصرة منفعلة: ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا﴾ (الفرقان ١٢)
﴿إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ﴾.
ناطقة داعية: ﴿تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ﴾ (الملك ٧، ٨)
﴿تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾ (المعارج ١٧)
بل أعطاها كذلك صفة الولاية على المفتونين المغرورين والكفار الجاحدين:
﴿فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ (الحديد ١٥)
* * *
﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ﴾.
نلمح من سر البيان فيها، أنها ﴿عَلَيْهِمْ﴾ بما تفيد من الإطباق الملاصق المباشر.
ولا تقوم مقامها "فوقهم" مثلاً، لاحتمال أن تكون الفوقية غير ملاصقة ولا مطبقة ملابسة.
والعربية استعملت الوصيد للبيت الحصين يتخذ للمال من حجارة فب الجبال.
واستوصد في الجبل: اتخذ فيه حظيرة من حجارة.
والعمد: حمع عمود، وأصل استعماله فيما يقوم عليه الخباء، وعمد الحائط دعمه. وسبق استقراء مادته في ذات العماد من آية الفجر.
والمد: الجذب للبسط، وطراف ممدد مشدود بالأطناب. ومد بصره إلى الشيء طمح إليه. والمد فيضان الماء نقيض انحساره في الجزر.
فسره الزمخشري بقوله: فتوصد عليهم الأبواب وتمدد على الأبواب العمد استيثاقاً في استيثاق، ونظيره قول الشاعر:
تحن إلى أجيال مكة ناقتى ومن دونها أبواب صنعاء موصده