وقد اختلف العلماء في أوله فقيل: من أول سورة "ق" وقيل: من أول "الحجرات" وقيل: من أول "القتال"، وذكر الزركشي والسيوطي اثني عشر قولًا في ذلك١.
وينقسم المفصل إلى ثلاثة أقسام:
أ- الطوال: من أوله إلى سورة "البروج".
ب- وأوساطه: من سورة "الطارق" إلى سورة "البينة".
ج- وقصاره: من "الزلزلة" إلى آخر القرآن.
وفي سورة الفاتحة خلاف فقيل من أوله وقيل من المفصل٢.

١ البرهان: الزركشي ج١ ص٢٤٥، ٢٤٦، والإتقان: للسيوطي ج١ ص٦٣.
٢ فتح الباري: ابن حجر ج٨ ص٦٥٩.

ترتيب السور:
للعلماء في ترتيب السور في القرآن الكريم ثلاثة أقوال:
الأول: أن ترتيب السور على ما هو عليه في المصحف الآن توقيفي وأنه لم توضع سورة في مكانها إلا بأمر من الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن جبريل عليه السلام عن ربه عز شأنه كترتيب الآيات سواء بسواء.
قال أبو بكر الأنباري: "اتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن"١.
وقال الكرماني في البرهان: "ترتيب السور هكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب"٢. وقال الطيبي: "أنزل القرآن أولا جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم نزل مفرقا على
١ الإتقان: السيوطي ج١ ص٦٢.
٢ البرهان: الزركشي ج١ ص٢٥٩، والإتقان للسيوطي ط١ ص٦٢.


الصفحة التالية
Icon