٤- قصر السور الآيات مع قوة جرس الألفاظ ووقعها. وإيجاز العبارة مع بلاغة المعنى ووفائه، وذلك أن القوم في مكة كانوا معاندين مستكبرين لا يريدون سماع القرآن، بل كانوا إذا شرع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في القراءة يتنادون: ﴿لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ ١.
ولا يناسب هذا المقام طول الآيات والمقاطع، بل يناسبه إيجازها وقوة معانيها.

١ سورة فصلت: من الآية ٢٦.

ضوابط السور المدنية:
١- كل سورة فيها يأيها الذين آمنوا وليس فيها يأيها الناس فهي مدنية، قال السيوطي عن علقمة عن عبد الله "يعني ابن مسعود رضي الله عنه" قال: ما كان يأيها الذين آمنوا أنزل بالمدينة، وما كان يأيها الناس فبمكة.. ثم قال: قال ابن عطية وابن الفرس وغيرهما: هو في يأيها الذين آمنوا صحيح، وأما يأيها الناس فقد يأتي في المدني"١.
٢- كل سورة فيها ذكر للمنافقين قال مكي بن أبي طالب القيسي: "كل سورة فيها ذكر المنافقين فمدنية وزاد غيره سوى العنكبوت"٢.
والصحيح أن أول العنكبوت الذي ورد فيه ذكر المنافقين مدني لما أخرجه ابن جرير في سبب نزولها٣.
٣- كل سورة ورد فيها حد أو بيان فريضة، قال عروة بن الزبير: "ما كان من حد أو فريضة فإنه أنزل بالمدينة"٤. وقال محمد بن السائب الكلبي: "كل سورة ذكرت فيها الحدود والفرائض فهي مدنية"٥.
١ الإتقان: السيوطي ج١ ص١٧.
٢ المرجع السابق ج١ ص١٦.
٣ جامع البيان: الطبري ج٢٠ ص٨٦.
٤، ٥ البرهان: الزركشي جـ: ١ ص١٨٨، ١٨٩.


الصفحة التالية
Icon