الخاطئة حقيقتها إنكار أن يكون الله متكلمًا حقيقة" إلى أن قال: "والقائلون بخلق القرآن منهم من يقول: خلقه في اللوح المحفوظ وأخذ جبريل ذلك المخلوق من اللوح وجاء به إلى محمد -صلى الله صلى عليه وسلم- ومنهم من يقول: خلقه في جبريل، ومنهم من يقول: خلقه في محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى غير ذلك من أقوالهم"١.
فهذا ما ينتهي إليه هذا القول ويئول إليه، وإن لم يكن كثير من الناقلين له يقصدونه٢.
وإذا كان الرأي الراجح أن للقرآن الكريم نزولين فلنفصل القول في كل نزول على حِدَة.

١ الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية إنزال القرآن الكريم: للعلامة محمد بن إبراهيم ص٢.
٢ نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم: د. محمد بن عبد الرحمن الشايع ص٣٣.

النزول الأول: نزول القرآن الكريم جملة:
كيفيته:
من المعلوم أن هذا من الأمور الغيبية التي لا يجوز القول فيها إلا بدليل من الكتاب أو السنة، ولا نعرف نصًّا خاصًّا في كيفية هذا النزول، وإنما وردت النصوص العامة في بيان كيفية وحي الله إلى ملائكته، وقد سبق بيانها في مبحث الوحي.
ومع هذا فقد نقل أبو شامة المقدسي عن بعض التفاسير كيفية ذلك فقال: ورأيت في بعض التفاسير. قال: وقال جماعة من العلماء: نزل


الصفحة التالية
Icon