يعجز الخلق طرًّا بما فيه من انسجام ووحدة وترابط: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ ١، ٢.

١ سورة هود: الآية ١.
٢ مناهل العرفان: الزرقاني ج١ ص٥٤ ت٥٥.

الاستفادة من نزول القرآن الكريم منجما في مجال التربية والتعليم
مدخل
...
الاستفادة من نزول القرآن الكريم منجمًا في مجال التربية والتعليم:
ينبغي أن يستفاد في العملية التعليمية في منهج القرآن الكريم في تربية هذه الأمة وتهذيب أخلاقها وتصحيح معتقداتها وتحويلها من أمة الجهل والجاهلية إلى أمة الكتاب والقلم.
فقد كان الناس في غاية من الجهل والانحطاط في كثير١ من شئون حياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية فأنزل الله عليهم القرآن ولم يزل يرتقي بهم في سامي المبادئ وعالي الأخلاق، حتى أصبحوا في أعلى الدرجات بل صاروا خير أمة أخرجت للناس بعدما كانوا ما كانوا.
وسلك القرآن الكريم في ذلك منهجًا فريدًا، ومسلكًا حميدًا فبدأ بتصحيح العقيدة وغرس المبادئ الصحيحة، ثم تدرج في أحكام العبادات حتى تمامها وكمالها.
وفي التربية والتعليم ينبغي الاستفادة من هذا المنهج الحكيم، فمن المعلوم أن العملية التربوية تقوم على أمرين أساسيين٢:
١ نعم كان عندهم بعض العادات الحميدة والأخلاق الفاضلة لكنها تضمحل في صور الجاهلية.
٢ انظر مباحث في علوم القرآن: مناع القطان ص١١٦، ١١٧.

الأول: معرفة المستوى الذهني للطلاب:
فلا بد قبل التعليم من معرفة المستوى الذهني لديهم حيث يكون نقطة الانطلاق بهم، وإعطائهم ما يتناسب مع قدراتهم الذهنية وطاقاتهم الفكرية.
فإنهم إن أعطوا أقل من مستواهم الذهني ملوه وهجروه وإن أعطوا ما هو فوق مستوى إدراكهم وفهمهم عجزوا عنه ونفروا منه.


الصفحة التالية
Icon