أول ما نزل وآخر ما نزل
مدخل
...
أول ما نزل وآخر ما نزل:
منذ أن نزل أول شعاع من نور القرآن الكريم والمسلمون يولونه عنايتهم واهتمامهم إلى يومنا هذا، بل إلى يوم الدين، حتى بلغت عنايتهم أن عرفوا ما نزل بمكة وما نزل بالمدينة وما نزل بالطائف وما نزل بالجحفة وما نزل ببيت المقدس وما نزل بالحديبية، وما نزل في الليل وما نزل بالنهار وما نزل في الصيف وما نزل في الشتاء، وما نزل في السفر وما نزل في الحضر، ومن ذلك معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل.
ومعرفة ذلك علم توقيفي يعتمد على النقل عن الصحابة أو التابعين ولا مجال للاجتهاد فيه إلا للترجيح بين الأدلة والنقول.
ويرجع الاختلاف في معرفة أول ما نزل ومعرفة آخر ما نزل إلى أن صاحب كل قول يخبر عن حد علمه أو عما بلغه من الدليل، أو أنه أراد أولية مخصوصة ففهمت على غير ما أراد ونحو ذلك.
وبحث العلماء أول وآخر ما نزل من القرآن على الإطلاق، وأول وآخر ما نزل في معاني خاصة كأول وآخر ما نزل في الأطعمة وأول وآخر ما نزل في الأشربة، وأول وآخر ما نزل في الخمر، وأول وآخر ما نزل في القتال، وأول وآخر ما نزل في الربا، وأول وآخر سورة نزلت كاملة وغير ذلك.