وقد عقب البيهقي على هذا الحديث بقوله: "فهذا منقطع، فإن كان محفوظًا فيحتمل أن يكون خبرًا عن نزولها بعد ما نزلت عليه: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ و ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ والله أعلم"١.
وأورد ابن كثير حديث البيهقي ثم عقب عليه بقوله: "هذا لفظ البيهقي وهو مرسل، وفيه غرابة وهو كون الفاتحة أول ما نزل"٢.
وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "وأما قول من قال من المفسرين أول ما نزل الفاتحة فبطلانه أظهر من أن يذكر والله أعلم"٣.

١ دلائل النبوة: البيهقي ج٢ ص١٥٩.
٢ البداية والنهاية: ابن كثير ج٣ ص١٠.
٣ شرح صحيح مسلم: النووي ج٢ ص٢٠٨.

القول الرابع:
إن أول ما نزل "بسم الله الرحمن الرحيم". ولأصحاب هذا القول أدلة منها:
١- حديث أبي ميسرة السابق وقلنا: إنه حديث مرسل لا يقوى على مناهضة المرفوع.
٢- ما أخرجه الواحدي عن عكرمة والحسن قالا: أول ما نزل من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم، فهو أول ما نزل من القرآن بمكة وأول سورة اقرأ باسم ربك١ وهو أيضًا حديث مرسل لا يقوى على مناهضة حديث عائشة المرفوع.
٣- ما أخرجه ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى عن الضحاك عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أول ما نزل جبريل على محمد. قال: "يا محمد استعذ، قل: أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم" ثم قال: "قل": بسم الله الرحمن الرحيم" ثم قال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ " قال
١ أسباب نزول القرآن: الواحدي ص٨ تحقيق السيد أحمد صقر.


الصفحة التالية
Icon