القول الرابع:
أن آخر ما نزل قوله تعالى: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ﴾ الآية١.
واستدل أصحاب هذا القول بما رواه البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: آخر سورة نزلت براءة، وآخر آية نزلت يستفتونك٢.
ولمسلم عن البراء "آخر آية أنزلت آية الكلالة وآخر سورة أنزلت براءة" وفي لفظ آخر سورة أنزلت كاملة٣.
ويجاب عن هذا بحمل المراد على أنه آخر ما نزل في المواريث وليس آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق فهي آخرية مقيدة لا مطلقة.
وجمع ابن حجر -رحمه الله تعالى- بين هذا القول والقول بأن آخر ما نزل آية الربا وآية ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا﴾.. الآية بأن الآيتين نزلتا جميعًا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداها ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث مثلا بخلاف آية البقرة، ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاة المستلزمة لخاتمة النزول٤.

١ سورة النساء: الآية ١٧٦.
٢ صحيح البخاري: ج٨ ص٥٣.
٣ صحيح مسلم ج٣ ص١٢٣٦، ١٢٣٧.
٤ فتح الباري: ابن حجر ج٨ ص٥٣.

القول الخامس:
إن آخر ما نزل قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ ١.
واستدلوا بما رواه البخاري ومسلم -رحمهما الله تعالى- عن
١ سورة النساء: الآية ٩٣.


الصفحة التالية
Icon