الثاني: الأخبار الغيبية عما يقع بغير حضرة الرسول ﷺ "غيب الحاضر":
إذ كثيرًا ما تحدث بعض الأحداث وتقع بعض القضايا ولا يشهدها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا يحضرها ومع هذا ينزل عليه الوحي والخبر الصادق حتى قبل أن يصل أحد ممن رآها إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى كان الكفار يقول بعضهم لبعض: اخفضوا أصواتكم حتى لا يسمعكم إله محمد ولهذا كان المنافقون يحذرون ذلك، قال تعالى: ﴿يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ﴾ ١.
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ﴾ ٢ وكقوله تعالى عن المنافقين: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ ٣ وغير ذلك من الآيات.
الثالث: الأخبار الغيبية عن أمور مستقبلة "غيب المستقبل":
وكثيرًا ما أخبر القرآن عن أمور ستحدث في المستقبل ووقعت كما جاءت في القرآن، فمن ذلك قوله تعالى عن ظهور الإسلام وسيادته، وقد كان ذلك فيما بعد: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ ٤ وعن القرآن أخبر أنهم لن يأتوا بمثله: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ ٥ وقال تعالى: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا

١ سورة التوبة: الآية ٦٤.
٢ سورة التوبة: الآية ٧٤.
٣ سورة التوبة: الآية ١٠٧.
٤ سورة التوبة: الآية ٣٢.
٥ سورة الإسراء: الآية ٨٨.


الصفحة التالية
Icon