غير معدودة عندهم من الغلط أو مما شذ بها بعضهم.
وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن، ولم يكتف فيه بصحة السند، وهذا مما لا يخفى ما فيه، فإن التواتر إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواترًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وجب قبوله وقطع بكونه قرآنًا سواء وافق الرسم أم خالفه، وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم١.

١ النشر في القراءات العشر: ابن الجزري ج١ ص١٣.

أنواع القراءات
مدخل
...
أنواع القراءات:
اشتهر لدى المتأخرين خاصة علماء أصول الفقه تقسيم القراءات إلى نوعين: متواتر وشاذ أو آحاد١، وقسمها البلقيني إلى ثلاثة أقسام: متواتر وشاذ وآحاد٢، وقد حرر السيوطي من كلام متقن لابن الجزري أن القراءات أنواع هي٣:
١ قراءة عبد الله بن مسعود، مكانتها، مصادرها، إحصاؤها: د. محمد أحمد خاطر، ص٤٧.
٢ الإتقان للسيوطي ج١ ص٩٩.
٣ المرجع السابق ج١ ص١٠٢.

الأول: المتواترة:
وهو ما رواه جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهى السند ومثاله: ما اتفقت الطرق في نقله عن السبعة وهذا هو الغالب في القراءات وكقوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَومِ الدّيِنِ﴾ ١ وهي قراءة متواترة قرأ بها عاصم والكسائي ويعقوب وخلف وقرأ الباقون بحذف الألف "مَلِكَ يَوْمِ الدِّينِ"٢.
١ سورة الفاتحة: الآية ٤.
٢ البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة، عبد الفتاح القاضي ص١٥.


الصفحة التالية
Icon