ولم يبلغ درجة الاستفاضة والشهرة.
إلى أن قال: وإذ قد علمت أن القراءة الشاذة لا تجوز القراءة بها مطلقًا فاعلم أنه يجوز تعلمها وتعليمها، وتدوينها في الكتب، وبيان وجهها من حيث اللغة والإعراب والمعنى واستنباط الأحكام الشرعية منها على القول بصحة الاحتجاج بها، والاستدلال بها على وجه من وجوه اللغة العربية، وفتاوى العلماء قديمًا وحديثًا مطبقة على ذلك والله تعالى أعلم١.
"قلت" وبقي النوعان الخامس والسادس وهما الموضوع والمدرج، ولا يخفى تحريم القراءة الموضوعة أو العمل بها، أما المدرجة فهي تفسير وليست بقرآن، فلا تقرأ وإنما تستنبط بها الأحكام على أنها قول صحابي وليست بقرآن.

١ القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب: عبد الفتاح القاضي، ص١٠.

القراء: التعريف:
القراء جمع قارئ وهو على ثلاث مراتب:
المبتدئ: وهو من شرع في الإفراد إلى أن يفرد ثلاثًا من القراءات.
المتوسط: إلى أربع أو خمس.
المنتهي: وهو من عرف من القراءات أكثرها وأشهرها١.
أما المقرئ فهو: العالم بالقراءات، رواها مشافهة، فلو حفظ الشاطبية مثلًا فليس له أن يقرأ بما فيها، إن لم يشافه من شوفه به مسلسلًا؛ لأن في القراءات شيئًا لا يحكم إلا بالسماع والمشافهة٢.
١ لطائف الإشارات: القسطلاني، ج١ ص١٧١؛ وإتحاف فضلاء البشر: البنا، ص٦٨.
٢ لطائف الإشارات: القسطلاني ج١ ص١٧١.


الصفحة التالية
Icon