الحكمة في ذكر المتشابهات في القرآن الكريم
...
الحكمة من ذكر المتشابهات في القرآن الكريم:
ولأن المتشابه منه ما يمكن علمه للراسخين في العلم، ومنه ما لا يمكن علمه ولا يعلمه إلا الله. فإن لذكر كل نوع حكم خاصة أذكر بعضها:
من حكم ذكر المتشابه الذي يمكن علمه:
أولًا: الحث على زيادة التفكر والتدبر في آيات القرآن الكريم، والبحث عن دقائقه ولذا كرر القرآن الأمر بالتدبر كثيرًا ليظهر في الثانية ما خفي في الأولى.
ثانيًا: ظهور التفاضل والتفاوت بين العلماء كل حسب طاقته وقدرته وما بذله من جهد في التفكر والتدبر.
ثالثًا: زيادة الأجر والثواب، لأن الأجر على قدر المشقة، فمعرفة المتشابه أشق وأصعب، وكلما كان الوصول إلى الحق أشق وأصعب كان الأجر أعظم وأكبر، "وزيادة المشقة توجب زيادة الثواب، ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِين﴾ ١، ٢.
رابعًا: تحصيل العلوم الكثيرة لأن معرفة المتشابه تحتاج إلى آلات ووسائل ليمكن بها معرفتها كعلم اللغة والنحو، وأصول الفقه٣، وغير ذلك من العلوم والمعارف.
خامسًا: حمل الناس على تلقي العلم جثيًا على الركب من الراسخين في العلم واضطرارهم لذلك فإنهم إذا حضروا مجالسهم حصلوا علومًا أخرى، وآدابًا أكمل، وعرفوا شأن العلماء، وعلو مقامهم، ووالوهم وزادت

١ سورة آل عمران: الآية ١٤٢.
٢ تفسير الرازي: ج٧ ص١٧٢.
٣ تفسير الرازي: ج٧ ص١٧٢.


الصفحة التالية
Icon